Saturday, July 5, 2014

فى الحسين !


مررنا على مسجد الحسين فردنا عن المسجد ,, القهاوى السياحية و الرقص الشعبى و عربيات بيع الهدايا و نوم الأهالى على رصيف المسجد و السيدات اللى بتشرب شيشة والناس الجميلة اللى بتتصور و البنطلونات الضيقة والجيبة القصيرة !! 

فقلت لنفسى ربما هى نعمة فماذا ترى فى الحسين حين تزوره ,, ترى كل ما لا تستطيع احتماله إذا ما بدت من جانب الدرب مقاهيه ,, فما كل نفس حين تلقى حبيبها تسر ,, وما كل الغياب يضيرها !

فإن سرها قبل الرقص والغناء لقائه ,, فليس بمأمون عليها سرورها ,, متى تبصر الحسين العتيق مرة ,, فسوف تراه العين حيث تذهب إلى شارع الهرم !

فى الحسين ,, بائع هدايا من بحرى برم بزبائنه يفكر النصب على أحدهم أو فى طلاء البيت ..

فى الحسين ,, قرأن ,, وكهل جاء من منهاتنا العليا يفقه فتيه البلطجية فى أحكام السرقة ..

فى الحسين ,, شرطى من الأحباء يجلس على مقهى فى السوق ,, شيشة على مقهى لم يبلغ العشرين ,, قبعة تحيى حائط المسجد ,, وسياح من الإفرنج شقر ,, لا يرون المسجد إطلاقا ,, تراهم يأخذون لبعضهم صوراً سيلفى ,, خلفيتهم إمرأة تتسول طول اليوم !!

فى الحسين دب الشباب يرقصون منفعلين ,, فى الحسين صلينا على الأسفلت ,, فى الحسين من فى الحسين إلا أنت !!

فى الحسين ,, قهوة لقهوجى أتى مما وراء النهر باعوه بسوق نخاسه لتاجر من اهل العتبة أتى شبرا فخاف صاحب القهوة من حمرة فى عينه اليسرى فأعطاه لقافلة أتت الحسين فأصبح بعد بضع سنين غلاب القهوجية وصاحب المقهى !

يا كاتب التاريخ مهلاً ,, فالمنطقة لها دهران ..

دهر فاسد مطمئن لا يغير خطوه وكأنه يمشى خلال النوم !

وهناك دهرٌ متدينٌ كامنٌ ,, متلثم يمشى بلا صوت حذار القوم .. لا يرضى بما يحدث من إغتصاب حرمات المسجد !

كانت هذه ملخص رحلة لم تتحمل أن تمتد لأكثر من ساعة ,, ظننت فيها حين أرى المسجد ,, فى ليلة من ليالى رمضان ,, ظننت أننى سوف أرى احتفالات وابتهالات دينيه ,, تزكى النفس ,, وتذكرها بأننا فى شهر عظيم ,, شهر الغفران !!

- هذه المقالة مقتبسة من أبيات قصيدة " فى القدس " ,, مع الاعتذار الشديد للشاعر تميم البرغوثى .