Friday, August 1, 2014

أصابك عشق


أخرج هاتفه، فتح مدونته، بدأت أصوات المفاتيح تعلو مع علو صوت كلماته، حاول بكل قوته أن يعبر عن صراع ما يحدث بداخله فى عالم تحفه المخاطر ويملأه المجرومون وسارقى الأحلام، لا يستطيع أن يسير فى شوارعه بمفرده بمفرده أو حتى يترك أبواب قلبه مفتوحه .. للعابرين ! 


فجأه تصور له ردود أفعال الناس على كلماته فمنهم من يقول وما دخلنا بحياتك، منهم من يترجاه أن يكف عن ازعاجه بمثل هذه التفاهات .. منهم من ينتقد بشده الذى يعبر بكل ما يجول بخاطره ..!!

تردد من هذه الأفكار الهدامة فى أن يطلق العنان لمفتاح الحذف؛ لينتزع أرواح حروفه التى ملأت شاشته الخضراء، ولكن كيف يعيش أحدهم بدون أن يعبر عما بداخله؛ كيف ينام مرتاحا من لا يكتب بضع كلمات تساعده فى النوم؛ وازالة أحمال ثقيلة من على قلبه .. وعقله. 

الكتابة تمثل له العالم الآخر، العالم المثالى؛ عالم يتحول فيه البشر إلى حروف وتتحول الأفكار لواقع مكتوب، تمثل أيضا عالم العزوبية لرجل تزوج من امرأة تعشق النكد كعشقها لإبنتها، تمثل الكتابة صورة يرسمها فى عقله لإحساسه يحولها هاتفه إلى واقع يعيشه وحده ولا يشاركه فيه إلا من يختار, عالم تصمت فيه الأفواه وتتواصل الأفكار بدون محاولة التعبير بالصوت الساذجة تلك التى تأكل من معنى الكلام ما طاب واشتهى.

الكتابة؛ عالم يتصالح فيه عقله مع قلبه فيقدمان مبارة تملأها روح رياضية عالية، نادراً ما تراها فى مباريات التحدث بالأفواه .. القاسية!

لذا فقد عزم على شىء واحد، اتخذ ذلك القرار الذى لن يرجع عنه طول حياته؛ قرار غير قابل للمفاوضة؛ قرر أن يستمر فى الكتابة مادامت روحه تتنفس !