Saturday, August 23, 2014

محترم .. إلا ربع


كان قاعد على كرسيه بكل احترام، صاحبه شافه من بعيد قاعد لوحده مستحملش، جاله وقعد يتحايل عليه عشان يقوم معاه، كان عايزه فى حاجة مهمة، بس هوا مرضيش، فضل يقوله لأ بلاش، وقعد يبرر بكلام كتير زى انه مش هيقدر؛ فيه ناس كتير يعرفها ومش هينفع !


بس صاحبه عشان راجل وخايف على مصلحته مرضيش يسيبه وأصر انه يقومه معاه، أصله صاحب صاحبه؛ مقدرش يستحمل انه يفوت الرقصة الجاية معاه لما عرف ان ((مهرجان)) الدنيا شمال هوا اللى هيشتغل دلوقتى.



بعيدا عن هل الدنيا شمال ولا الشمال هما اللى كتروا الأيام دى .. ده كان مشهد اقشعر له بدنى فى فرح من الأفراح الغريبه اللى انتشرت الأيام دى .. 

الفرح بقى عبارة عن تجمع لحوالى نصف أهل المدينة .. وبيتغيروا بالتوالى مع باقى الأفراح .. تلاقى ابن خالة أم العريس من أم تانية ميقدرش يطلع صغير قدام العريس يروح يعزم دفعته كلها .. جار العريس بقى مش هيتوصى بيجى هو واصحاب ابنه .. وفى الآخر متلاقيش مكان لأهل العريس نفسهم!!

تخيل معايا انك انت العريس كده .. تخيل ان انت بتدفع زبعميات الجنيهات عشان تشوف ناس غريبة بتتمشى فى وسط الفرح، واحد عمرك ما فكرت انك هتعرفه بيشدك من ايدك وبيرقصك، شخص تانى متعرفش عنه غير انه جى الفرح بتسريحة السمكة الذهبية ومش لابس بدلة وبيعاكس اختك!!


الفرح بقى مكان فيه ((حلبة)) رقص الشباب يتجمع فيه كل فترة بحجة هنفرح للعريس لثلاثة أهداف مهمين أول حاجة يرقصوا ,, تانى حاجة كل واحد يختار عروسة مولد يلعب بيها شوية لغاية أقرب فرح أو لغاية ما يزهق أيهما أقرب ,, ثالث حاجة انهم ياخدوا كام صورة سيلفى يحطها بروفايل بعد ما يضلم لونها شوية ويعملها برواز قبل ما يكتب عليها "أنا واد مز أصلا" !


معتقدش ان فى حد بالغ عاقل يسمح لنفسه بكده، ولا كمان حد محترم بيتعب عشان يكون نفسه يعمل فرح بتكاليف خرافية أصلا .. معتقدش ان حد بيفهم يخلى مفهوم الواجب العقيم يسيطر عليه.


الواجب فى الفرح أو الحزن بقى سلعة الناس بتقايض بيها .. لازم تقول حاجات معينة فى أوقات معينة حتى لو انت مش طايق اللى قدامك أصلا .. طيب ده اسمه نفاق .. لا انت معندكش خلفية ولا ايه .. مش سموه عيب .. دلوقتى عيب لو معملتش كدة .. مش عيب لو عملت كده !

مواضيع كتير دخلت فى بعض بس الأساس واحد .. احنا كشعب اتغيرنا .. للأوحش !

معلومات اثرائية (تنطق اسرائيلية تحت سن 12 سنة):
- الواجب الحقيقى هوا اللى بيطلع من القلب.
- مفيش حاجة اسمها عيب .. فيه حلال وحرام.

- 85% من البنات بيعملوا كده برضه.
تقريبا نفس النسبة بيكونوا أشبه بعروسة المولد بالفعل .. فى الفرح.
- هعمل فرح رسمى وبدعوات .. وهعزم الناس اللى هتفرحلى من قلبها .. بس.
- ده لو لقيت فلوس أعمل فرح أصلا :D

Monday, August 18, 2014

خواطر ,, دعوة للعمل


احنا وصلنا لمرحلة الفساد بقى هو الأصل فى الأخلاق والتعاملات، بقى من الطبيعى جدا انك تلاقى ملابس مقززة فى الشارع، طبيعى انك تعرف ان صاحبك بيشرب مخدرات، طبيعى انك تتفشخر انك بتعمل حاجة حرام، واللى مش طبيعى اللى مش بيعمل الحرام، طبيعى انك تحط عشرين جنية فى ايد الموظف، وانك تقول الظابط ده كويس عشان بيشتم بألفاظ خارجة، طبيعى حاجات كتير احنا من كتر ما مكناش متخيلين اننا هنعملها .. اتصدمنا لما عملناها فسكتنا على خيبتنا وبررنا لنفسنا !!


بس مش دى المشكلة .. المشكلة اننا مرة واحدة فقنا وعرفنا ااننا فى دوامة حرام كبيرة وكل تصرفاتنا بتدل على ان اللى احنا فيه غضب ربنا على امتنا ..


المصيبة بقى ان فيه كتير مننا قرر ياخد موقف من اللى بيحصل، يحاول يوقف المهزلة اللى بتحصل دى بانه أولا يغير نفسه وبعدين يبدأ يحاول يغير غيره .. لأنه عرف أنه لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!

بس انت لاحظت الناس الكتير دى عملت ايه .. قررت .. قررت بس معملتش حاجة، قررت انها تغير أسلوب حياتها بس مغيرتش ..!!

اللى خلانى أفكر فى كده انى لقيت حملات كتير روعة بتحاول تخلى الناس تتغير، حملة جميلة اسمها مهذبون، برنامج خواطر اللى مفيش بعده برنامج تنموى، مذكرات سائح لو حد عارفه .. وغيرها كتير، بس رد فعل الناس عليها ايه ,, عجبتها جدا، عجبههم الكلام ومفهوم الحملة،أهدافها وطريقتها، بقت تتابع البرنامج وتشير البوستات وتنشر ,, بس تيجى تقعد معاه تلاقيه زى ما هوا ..

طبعًا ,, ما احنا من الناس اللى بتقرر ان الحملة لذيذة جدا وعجبانى أوى بس .. وبعدين .. برده مش هتغير!

حاول تقعد مع نفسك بالليل دقيقتين قبل ما تنام ،، فكر ايه اللى بتعمله كويس؟! حاول تقسم تصرفاتك لطريقين ملهمش ثالث ,, تصرفات بتودى على الجنة وتصرفات بترمى فى النار .. من غير لف ولاا دوران هتعرف ان الحلال بين والحرام بين ,, هتلاقى نفسك مستريح ,, وخليك صادق مع ربنا ,, ربنا هيصدقك ,, التغير جميل ,, بس متعب لازم تعرف كده ..

حاول تتغير فعلا بس المرة دى خليها بأفعالك مش بأقوالك.

Friday, August 1, 2014

أصابك عشق


أخرج هاتفه، فتح مدونته، بدأت أصوات المفاتيح تعلو مع علو صوت كلماته، حاول بكل قوته أن يعبر عن صراع ما يحدث بداخله فى عالم تحفه المخاطر ويملأه المجرومون وسارقى الأحلام، لا يستطيع أن يسير فى شوارعه بمفرده بمفرده أو حتى يترك أبواب قلبه مفتوحه .. للعابرين ! 


فجأه تصور له ردود أفعال الناس على كلماته فمنهم من يقول وما دخلنا بحياتك، منهم من يترجاه أن يكف عن ازعاجه بمثل هذه التفاهات .. منهم من ينتقد بشده الذى يعبر بكل ما يجول بخاطره ..!!

تردد من هذه الأفكار الهدامة فى أن يطلق العنان لمفتاح الحذف؛ لينتزع أرواح حروفه التى ملأت شاشته الخضراء، ولكن كيف يعيش أحدهم بدون أن يعبر عما بداخله؛ كيف ينام مرتاحا من لا يكتب بضع كلمات تساعده فى النوم؛ وازالة أحمال ثقيلة من على قلبه .. وعقله. 

الكتابة تمثل له العالم الآخر، العالم المثالى؛ عالم يتحول فيه البشر إلى حروف وتتحول الأفكار لواقع مكتوب، تمثل أيضا عالم العزوبية لرجل تزوج من امرأة تعشق النكد كعشقها لإبنتها، تمثل الكتابة صورة يرسمها فى عقله لإحساسه يحولها هاتفه إلى واقع يعيشه وحده ولا يشاركه فيه إلا من يختار, عالم تصمت فيه الأفواه وتتواصل الأفكار بدون محاولة التعبير بالصوت الساذجة تلك التى تأكل من معنى الكلام ما طاب واشتهى.

الكتابة؛ عالم يتصالح فيه عقله مع قلبه فيقدمان مبارة تملأها روح رياضية عالية، نادراً ما تراها فى مباريات التحدث بالأفواه .. القاسية!

لذا فقد عزم على شىء واحد، اتخذ ذلك القرار الذى لن يرجع عنه طول حياته؛ قرار غير قابل للمفاوضة؛ قرر أن يستمر فى الكتابة مادامت روحه تتنفس !