Wednesday, January 15, 2014

بابا غنوج ,,

تعيش مصر الآن مرحلة من رأيى هى أوطى المراحل فى تاريخيها فبعد حضارة دامت كما قدرها مؤرخون استخدموا الأهرامات كساعة زمنية بناها المصريون القدماء لتدل على فترة تقدر بـ عشرات الآلاف من الأعوام اللتى اشتهرت فيها بأقسى أنواع الظلم لشعوب أرادوا حتى يومنا هذا أن يروا الحرية والعدل يوماً !

ففى ظل جو ملىء بحرية الرأى والتعبير و القبض على من يقول كلمة تدل على النفى لأعظم دستور وضعه أعظم نجوم فى تاريخ السينيما العربية فمنهم شخصيات احتلت المراكز الأولى فى أكبر المهرجانات المحلية الصنع ,, ومنهم من أراد بشدة أن يذهب يوماً إلى مهرجان كان السينيمائى ولكنه كان فلم يكن !

من الطبيعى جدا فى ظل الحرية المطلقة أنك لا ترى سوى كلمة واحدة اتفق عليها عدد كبير من الشعب وهى نعم للسيسى ,, فغالباً هم لم يلاحظوا أن هذا استفتاء على دستور وليس انتخابات رئيس الفصل واللجنة الثقافية والفنية التى ترسم خوارط  ,, طرق !

بالطبع أعذر هؤلاء لأنهم ببساطة رأوا من قال يوماً (( أنا أريد دخول الجنة لذلك سوف أصوت بنعم )) فى ما أسموه بمعركة الصناديق فهم الأخرون لم يميزوا بين الإستفتاء و يوم الحساب !

الديمقراطية فى بلادنا تقتضى بإقتصار الحكم على فئة واحدة مدى الحياة فهم (( أصحاب البلد )) و أيضاً عدم سماع أى صوت آخر يريد أن يعكر هذا الصمت الديمقراطى الرهيب ,, غالباً ما يطلق عليهم الارهاب وكأنهم يريدوا حجة لتعذيبهم ليرجعوا لدين آبائهم وأجدادهم كما يعيش أصحاب البلد !

نَعَم لِـ نَعَم فـ نِعمَ نِعَمُ الـ نِعَم ,, الواضح أن المشكلة ليست فى شعب الـ نعم ,, ولا فى جيشٍ هزته علامة تتكون من أربعة أصابع ,, وبالطبع المشكلة ليست فى الأربعة أصابع ,, ولا فى إخوان خانوا أمانتهم يوماً ,, ولا فى رجال لم يصدقوا الله ما عاهدوه ,, ولاا حتى فى الأبلة فاهيتا !

الاستفتاء هو المشكلة دون أدنى شك فمن الملحوظ أن الجميع أرادوا ما لا يعرفوا فصوتوا بما لا يريدوا !

الاستفتاء فى دولتنا له أبعاد أخرى غير التى نرى ,, فخذ حذرك أخى المواطن عند قيامك بهذا الواجب الـ نَعَم ـى وهذا ان لم تجد من قام بالتصويت النَعَمى عنك ,, وأعلم أننى أسميت المقال اسماً لا يمت بموضعها بصلة تحسباً للتفسيرات الخيالة التى انتشرت هذه الأياام ,, اه يا سبايدر اه !

أدعوا الله أن يرحمنا ويرحم موتانا وموتى المسلمين وأن يهدينا إلى الطريق المستقيم فى أيام أعتقد أن الفرج فيها لن يأتى حتى يبلغ الظلم منتهاه ,, !