بينما أتجول فى الشوارع فى آخر الليل عائداً من إحدى جلسات النميمة الليلية مع (( أعز صحاب )) .. إذ لاحظت موقف فعله مجموعة من الأطفال الذى يطلق عليهم بالخطأ أحياناً ملائكة ,, والأصح عفاريت !يلعبون أمام منزل أحد أصدقائهم الذى بالتأكيد هو من أحضر الكرة وبالرغم من أن مستواه فى اللعب يشبه عماد متعب بعد جوازه ولكن ,, هو صاحب الكورة .!
بكل براءة أحضروا (( كرتونتين )) متوستطى الحجم يمتلئان بأوراق مستخدمة وأشياء أخرى و وضعوها فى نهر الطريق !
وعندما ظهر فى الأجواء ضوء أحد السيارات المارة فى الشارع ,, أختفت مجموعة (( العفاريت )) فى غمضة عين وأصبح السكون يغيم على الأجواء وكأنه شارع مهجور ,, بالظبط كمنظر الشوارع فى ماتش مصر و غانا أو فى حلقة باسم يوسف !
لم أصدق ما أرى وحاولت تكذيب نفسى عدة مرات فكيف توصل هؤلاء الأطفال إلى فكرة لن تفيدهم ولكن كنوع من اللعب والترفيه ,, وضعوا الأشياء فى وسط الطريق حتى تتوقف السيارة ولا تستطيع المرور ,, فيخرج أحد الأطفال من مخبأئه !
وبكل براءة ,, يزيل العائق وتتحرك السيارة ويناموا هم على أنفسهم من كتر الضحك على ما فعلوه فى السائق ,, شر لن يفيد ولكن عقل مفكر لا يستفيد أحد به !
هؤلاء الأذكياء يحبطهم خريج معهد ليقول له " أنت أصلا غبى وعمرك ما هتدخل كلية محترمة " ,, يصيبهم بسهم غادر من خيانة الأمانة ,, فهم أمانة فى أيدى المدرسة ,,أمانة فى أيدى أهلهم ,, والكل يخون الأمانة !
يستهزء الأب بأبنه عندما يقول له أريد أن أصبح عالم فلك ,, فى نفس الوقت الذى يريده أن يصبح طبيباً ناجحاً ,, لا يدرى أن فاقد الشئ لا يعطيه !
أطفالنا أمانة فى أعناقنا ,, حاول تحقيق أبسط الأحلام لهم فالتافه لك هو حياتهم كلها ,, وليست مجرد طموحات مثلك ,, عندما يرى أنه يستطيع أن يحقق ما يحلم به من صغره يشب على هذه العزيمة من النجاح ,, فتصبح له سنة الحياة (( تحقيق الأحلام )) ..!!
أدعوا الله أن يحقق أحلام أطفالنا ,, ويهدى عقول كبارنا ..!!
أختم كالعادة بشعار صناع الحياة بهندسة " وعجلت إليك ربى لترضى " !
